انطلاق أعمال اللقاء التشاوري لعلماء دول الساحل والسودان

07/07/2023

انطلاق أعمال اللقاء التشاوري لعلماء دول الساحل والسودان

نواكشوط: الإثنين 19 يونيو 2023م

تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني انطلقت صباح اليوم أعمال اللقاء التشاوري لدول الساحل والسودان بإشراف مباشر من معالي الوزير الأول محمد ولد بلال مسعود وبرئاسة معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى ابوظبي للسلم رئيس المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، وبمشاركة وزير الأوقاف المصري معالي الدكتور محمد مختار جمعة ومعالي السيد موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ومعالي السيد حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وسعادة السيد رشاد حسين سفير الحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية، وعدد من العلماء والقادة الدينيين والخبراء والمثقفين من مختلف بلدان منطقة الساحل والسودان.

وبحضور عدد من وزراء الحكومة الموريتانية وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية والأكاديميين والإعلاميين.

افتتحت الجلسة الافتتاحية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلتها الكلمة التأطيرية التي ألقاها معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، واستهلها بتقديم جزيل الشكر للحكومة الموريتانية بقيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على استضافتها لهذا اللقاء.

كما شكر القيادة الرشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على دعمها المتواصل لجهود الخير والسلام.

ورحب بضيوف المؤتمر من علماء ووجهاء الساحل والسودان وشكرهم على تلبية الدعوة، متمنياً لكم مقاما سعيداً وأوبا حميداً.

وقال: " إن التفكير في هذا الملتقى أتى ضمن سياقين مختلفين، أحدهما طبيعي ومجدول، والأخر طارئ ومستعجل، وهذان السياقان هما سياقا الساحل والسودان. وفي حين كان اللقاء مجدولاً بشكل مسبق لتدارس أحوال دول الساحل والتباحث حول المبادرات والمقترحات لمعالجة أزماتها، جاءت الأحداث المؤسفة في السودان واستشرى القتل والقتال وسالت الدماء، وحينئذ ارتأينا أن من الواجب الاسهام -ولو بجهد المقل- في اللقاء بإخواننا وأشقائنا السودانيين وبرفقة علماء الساحل ودول جوار السودان، للتشاور حول ما يجري والتباحث فيما يمكن الاسهام به في هذا الشأن. وهكذا كانت الدعوة لهذا اللقاء بين العلماء! "

وأضاف: " إن هدفنا وأمنيتنا أن يسهم هذا الملتقى في إطفاء نيران الحروب المشتعلة، وإيقاف دوامة القتل المستشرية، والصلح بين الأطراف المتنازعة، وتبيين الرأي الشرعي وتقديم بدائل للحرب في النزاعات الحاصلة."

وفي كلمته الافتتاحية أوضح معالي الوزير الأول محمد ولد بلال مسعود أن تنظيم هذا اللقاء يأتي في ظرف تعيش فيه دولة السودان الشقيقة صراعا عنيفا بين أبناء الوطن الواحد، كما تشهد فيه بعض مناطق دول الساحل اضطرابات أمنية خطيرة.

وأكد وقوف الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى جانب السودان الشقيق في المحنة المؤلمة التي يمرُّ بها، ودعم كل الجهود الإفريقية والعربية والدولية الساعية لرأب الصدع واستعادة السكينة والسلام.

وجدد دعوة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التي أطلقها في القمة العربية الثانية والثلاثون المنعقدة في جدة، إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم وفَعَّال في جمهورية السودان والسعي إلى خلق ظروف مناسبة لتقديم الدعم الإنساني والتأسيس لحل سياسي شامل في البلد الشقيق.

ونوه معالي الوزير الأول بالتعاون بين موريتانيا ودولة الإمارات الشقيقة في محاربة الغلو والتطرف، ودعم الاستقرار والتنمية، حيث يعتبر المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم أحد ثمار ذلك التعاون الذي يجمع كلّ سنة علماء وباحثي ونشطاء المنطقة من أجل نشر ثقافة السلم والتسامح في المنطقة.

وفي كلمته شكر معالي وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، السيد محمد مختار جمعة، الدولة الموريتانية الشقيقة، ومنتدى أبو ظبي للسلم على تنظيم هذا المؤتمر، الذي يشكل فرصة لتعزيز السلام ونشر قيمه، حيث يحمل دعوة للسلام ونية للصلح بين الأشقاء.

واستعرض معالي الوزير الآيات القرآنية والأحاديث التي تحث على ضرورة إنقاذ النفس والعرض والوطن من الهلاك، مبرزا أن الاقتتال يعرض البلدان إلى الهلاك والسقوط.

وفي كلمة مصورة قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، السيد موسى فكي، إن التطرف والغلو وتدمير أماكن العبادة لا صلة له بالدين الحنيف، مشيرا إلى أنه يعد خروجا عن الملة السمحاء، مبرزا أن الاتحاد الأفريقي اعتمد سلسلة من السياسات للقضاء على تلك المظاهر في أفق 2030، من خلال توسيع دائرة الشراكة والتعاون.

بدوره شكر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد حسين إبراهيم طه، فخامة رئيس الجمهورية على الجهود المبذولة لتنمية منطقة الساحل، موضحا أن المواضيع التي ستناقش خلال هذه اللقاءات تتمحور أساسا حول المقاربات التي ستسهم في تنمية القطاعات الإنتاجية في منطقة الساحل.

وأكد أن هناك ضرورة ماسة لتعبئة الموارد المالية الكافية لدعم السكان في منطقة الساحل ومواجهة الكوارث الطبيعية، والاهتمام بصورة خاصة بالمقاربات الأمنية التي تضمن السلام والتعايش السلمي بين شعوب القارة، مشيرا إلى أن المنطقة تعيش على وقع التقلبات المناخية التي تؤثر بصورة واضحة على الحياة العامة في منطقة الساحل.

وأعرب سفير الحريات الدينية بالولايات المتحدة الأمريكية، سعادة السيد رشاد حسين، عن تقديره للجهود التي يبذلها الجميع في سبيل حلحلة المشاكل المطروحة، مشيرا إلى أن العمل الذي يقومون به من أجل ترقية السلام في دول الساحل والسودان يعد عملا حرجا جدا خصوصا في هذه الفترة.

أما المتحدث باسم الوفود، مستشار رئيس بوركينافاسو، سعادة السيد أبوبكر دكوري، فعبر عن سعادته لحضور المؤتمر في موريتانيا التي ساهمت في نشر قيم الإسلام والتسامح والتآخي في دول المنطقة.

وقال إن الأزمات التي تشهدها القارة خلفت آثارا سلبية على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لساكنة القارة، مشيرا إلى أن تلك الأزمات اختلقت باسم الإسلام، مؤكدا على دور علماء الإسلام في تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة، ونبذ مختلف أشكال العنف، داعيا إلى التعاون فيما بينهم لحل تلك المشاكل، والتعاون مع غيرهم لتنفيذ تلك الحلول.

وأكد على دعمه للجهود التي يقوم المؤتمر في سبيل الوصول إلى حل شامل ودائم لمشاكل القارة.

جرى حفل الافتتاح بحضور أصحاب المعالي وزراء: العدل، والداخلية واللامركزية، والتهذيب الوطني، التنمية الحيوانية، والتعليم العالي، والعمل الاجتماعي، والأمين العام للحكومة، ومفوض حقوق الإنسان، ومديرة ديوان الوزير الأول، ووالي نواكشوط الغربية، ورئيسة جهة نواكشوط وحاكم مقاطعة تفرغ زينة وعمدة بلديتها، وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في بلادنا، وممثلو المنظمات الدولية، وعلماء وأئمة وطنيين ودوليين.

الكلمة الـتأطيرية